محمد أنور قلمامي
تدخل تصفيات كأس أمم أفريقيا منعرجها الحاسم بإقامة التمهيدي
الرابع والأخير الذي سيكشف النقاب عن هوية المتأهلين إلى "كان 2015" والذي
سيقام على الأراضي المغربية من 17 يناير إلى 8 فبراير من العام المقبل.
وتلوح موقعة إثيوبيا والجزائر الأبرز من بين المواجهات التي
ستدور اليوم السبت على ملعب "أديس أبابا" بحضور حشود غفيرة تناهز الـ35 ألف
متفرج.
مباراة "مفتاح"
لن تكون مباراة إثيوبيا والجزائر من قبيل المواجهات
"الروتينية" ضمن تصفيات كأس الأمم الإفريقية بل ستكون لها عواقب على بقية
مشوار الفريقين نحو "كان" المغرب.
ويعدّ اللقاء مفتاحاً لبقية مشوار التصفيات فمن ستكون له
الغلبة سيخوض بقية المباريات بأكثر ثقة وأريحية بل ستكون حظوظه أوفر للمرور
مباشرة للنهائيات دون انتظار هدايا أو ضربة حظ.
لذلك ستكون المباراة آية في التشويق والحماس بين منتخبين باحثين عن استعادة الأمجاد على الساحة الإفريقية.
محاربو الصحراء جاهزون
يخوض المنتخب الجزائري بطل إفريقيا عام 1990 مباراة اليوم
وكله ثقة في النفس بعد أن أذهل العالم بمردوده الملفت خلال نهائيات كأس
العالم الماضية والتي جرت على أرض "السامبا".
ويسعى محاربو الصحراء بقيادة الربان الجديد الفرنسي كريستيان
غوركوف، الذي خلف "الداهية" البوسني وحيد خليلودزيتش، إلى تحقيق إنجاز جديد
بعد ما حققوه في مونديال البرازيل ببلوغهم دور الـ16 وخروجهم المشرّف أمام
ألمانيا (2-1) بعد التمديد.
واستنجد غوركوف بأبرز العناصر التي تألقت في المونديال لخوض
أولى مباريات المجموعة الثانية بالتصفيات المؤهّلة لنهائيات كأس الأمم
الإفريقية.
بيد أن بعض اللاعبين سيتغيبون لأسباب صحية على غرار المهاجم كمال غيلاس والمدافع لياسين كادامورو والحارس محمد الأمين زماموش.
وسيكون الفرنسي كريستيان غوركوف أمام تحد صعب حيث يحتاج
لبداية موفقة لكسب تعاطف وثقة الجزائريين التي لا تزال لصالح سلفه البوسني
وحيد خليلودزيتش الذي حقق إنجازا تاريخيا بقيادة الفريق للدور الثاني بكأس
العالم 2014 بالبرازيل.
واعترف غوركوف بضرورة تقديم بداية جيدة بالتصفيات ملمحا إلى
رغبة أكيدة في الفوز على إثيوبيا رغم الكثير من العراقيل كغياب بعض
اللاعبين وعدم استعداد البعض الآخر ومشكلة ارتفاع إثيوبيا عن مستوى سطح
البحر وسوء أرضية ملعب العاصمة أديس أبابا بالإضافة إلى الطقس المطر الذي
تشهده أرض الحبشة حالياً والذي سيصعب من المهمّة.
وحذّر ياسين براهيمي النجم الجديد لبورتو البرتغالي من الاستهانة بالمنافس الإثيوبي موضحا أنه في مباراة كرة القدم كل شيء يبقى واردا.
وحذّر ياسين براهيمي النجم الجديد لبورتو البرتغالي من الاستهانة بالمنافس الإثيوبي موضحا أنه في مباراة كرة القدم كل شيء يبقى واردا.
وناشد زميله رياض بودبوز لاعب وسط باستيا الفرنسي زملاءه
بنسيان المغامرة البرازيلية والتفكير في الطريقة التي يحرزون بها النقاط
الثلاثة في مباراة إثيوبيا.
ولم يخف سعيد بلكلام مدافع طرابزون سبور التركي قلقه من التأثير السلبي للظروف المناخية على أداء الفريق في المباراة.
واعترف مجيد بوقرة مدافع وقائد الفريق والمنضم حديثا للفجيرة
الإماراتي بأنه غير جاهز للعب وأنه يفضل إشراك مدافعين يتمتعون بلياقة
أفضل.
من جانبه أكد رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم "الفاف" محمد
روراوة على ضرورة الحذر من اللعب داخل القارة السمراء وعلى الانضباط
والانصياع لتوصيات المدرب الوطني قائلاً: " "انسوا مباراة ألمانيا الأخيرة
والمشوار الجيد الذي قدمتموه في كأس العالم، لأن المباريات التي تلعب في
قارة إفريقيا ليست هي نفسها الظروف التي لعبتم فيها المونديال، ربما يوجد
من بينكم من لا يعرف جيدا هذه الظروف التي أتكلم عنها، اطلبوا (يخاطب
الجدد) من زملائكم أن يحدثوكم عنها". طالبا من الجميع التحلي بالقوة
والصلابة في لقاء اليوم وخلال التصفيات ككل مشددا على أنها ليست سهلة كما
يتخيّل البعض.
إثيوبيا العنيدة
لئن يبدو المنتخب الجزائري أكثر حظوظاً لنيل نقاط المباراة
فإن نظيره الإثيوبي لن يكون صيداً يسيراً بل على العكس قد يحقق المفاجأة
ويخرج فائزاً في ظل ما أظهره الفريق من استعدادات خصوصاً خلال تصفيات كأس
العالم الماضية.
ويرنو رجال المدرب البرتغالي ماريانو باريتو إلى عكس التكهنات التي تصب في خانة "الخضر".
وبدا باريتو مدرب المنتخب الإثيوبي بطل إفريقيا عام 1962
واثقاً من الفوز على المنتخب الجزائري في المباراة التي تجمع أشباله مع
"محاربي الصحراء".
وقال البرتغالي قبيل مواجهة "الخضر": "الجزائر منتخب قوي،
ولاعبوه محفزون لتحقيق نتيجة إيجابية أمامنا، بعد نجاحهم المحقق في كأس
العالم مؤخرا، منتخبهم مشكّل من لاعبين كبار محترفين في أوروبا، على عكس
منتخبنا، لكني واثق من فوزنا عليهم".
وأضاف باريتو: " مهمتنا لن تكون سهلة أمام الجزائر، لكن
باعتمادنا على أسلوب فني وتكتيكي سليم، ودعم جمهورنا، يمكننا تحقيق
الانتصار في أديس أبابا".
ويراهن البرتغالي على تشكيلة قوامها اللاعبون المحليون الذين
شاركوا مؤخراً في نهائيات بطولة أمم إفريقيا للمحليين بجنوب إفريقيا، إذ
استدعى 23 عنصراً محليا كلهم تربصوا قبل أسابيع في البرازيل وخاضوا 5
مباريات ودية هناك، فيما يرافقهم 7 لاعبين محترفين، يتقدمهم نجم خط الهجوم
صلاح الدين سعيد الناشط ضمن صفوف الأهلي المصري.
ويعوّل أبناء "الحبشة" على عاملي الأرض والجمهور لانتزاع
انتصار سيكون له وقع كبير على بقية مشوار المنتخب في التصفيات وعلى واقع
الكرة بصفة عامة في بلد "الواليا".
رهان كبير
وعلى ضوء ما ذكرناه آنفاً سيكون رهان الموقعة المرتقبة كبيراً
مما يوحي بأن نتيجة المباراة لن تعرف إلاّ مع صافرة الحكم الموريسي
راجيندرابارساد سيشورن.
بيد أنّ الشيء المؤكد أن المنتخبين الإثيوبي والجزائري
سيحاولان الخروج بنقاط المباراة للمضي قدماً نحو نهائيات "الكان" وأخذ
أسبقية على بقية المنافسين في المجموعة الثانية التي تضمّ أيضاً مالي
ومالاوي.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق